[COLOR="Red"]السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخواني وأخواتي...
أزف إليكم هذه القصة وكنت قد كتبتها قبل الشهر تقريبا في المنتدى وها أنا أكتبها مرة أخرى حتى تتطلعوا عليها..
وأرجو أن تنال إعجابكم ولا تبخلوا علي بالتعليق...
لا أطيل عليكم...فإلى الجميلة وقصتها..
الجميلــــة
كانت وردة جميلة بكل المقاييس...
تقف شامخة رغم قصر قامتها بين بقية زروع البستان...
كانت تعلم أنها الأجمل..وكانت نظرات بقية الأشجار والزروع تتجه إليها بمزيج من الغيرة والحسد..وكانت ترد عليهم بنظرات يملؤها الكثير من الاستخفاف والازدراء...
استيقظت في الصباح الباكر كعادتها، وتفتحت أوراقها في نعومة..ثم التفتت إلى جارتها النخلة وقالت بسخرية لاذعة:
- صباح الخير أيتها العملاقة العجوز!! لا أعلم لماذا تتخذين من هذا الشكل الأشعث هيئة لك!!
تجاهلت النخلة سخريتها وهي تجيب بوقار:
- ربما كنت عجوزاً وعملاقة، لكني أملك من الأسباب ما يجعل البشر يحافظون علي، فأنا أمدهم بظلي وأعطيهم من ثماري.
أطلقت الوردة ضحكة ساخرة ثم قالت:
- أعلم ذلك ، فلولا ثمارك وظلك لكنت الآن حطباً لإشعال النيران.
تنهدت النخلة في عمق وهي تقول:
-كل البشر كذلك، فما إن تنتهي صلاحية أحدنا ويتوقف عن الإنتاج حتى يقتلعوه من مكانه بلا رحمة.
قالت الوردة في سرعة:
- إلا أنا..فأنا الوحيدة هنا التي لا تمد البشر بالغذاء أو الظل أو أي مصلحة أخرى.. فهم يحافظون علي لأني جميلة ، ورائحتي ذكية.
ثم التفتت إلى شجرة بصل قريبة وهي تضيف:
- فأنا لست نتنة على الأقل.
شعرت شجرة البصل بحنق بالغ فقالت في عصبية:
- يالك من متعجرفة!هل تظنين أن فتنتك وعبق عطرك سيمنعان البشر من اقتلاعك؟
رفعت الوردة رأسها في كبرياء وهي تقول:
-أنا لا أظن ذلك..بل متيقنة منه.
أشاحت شجرة البصل بوجهها في حنق دون أن تنبس ببنت شفة..فأطلقت الوردة ضحكة ساخرة عالية تردد صداها في البستان وفجرت موجة عارمة من الغضب في أنفس بقية الزروع والأشجار، دون أن يجرؤ أحدها على أن يقول شيئاً..
فهي الجميلة المدللة!!
* * * * *
عام كامل مر على الوردة وهي تقف وسط البستان، لكن ساقها كانت قد انحنت قليلاً،فالتفتت إلى النخلة وقالت بشيء من الألم:
- أيتها النخلة ، إن ظهري يؤلمني ، وأوراقي قد بدأت بالذبول، ماذا قد حدث برأيك؟ هل أنا مريضة؟
أجابتها النخلة في هدوء:
- أجل إنك كذلك.
سألتها في لهفة:
- وما الدواء في رأيك؟
أجابتها النخلة بوقارها المعهود:
- ليس هناك دواء لحالتك ، فهذا كبر السن.
هتفت بها الوردة في حدة مستنكرة:
- ماذا تقولين أيتها العجوز الشمطاء؟ إن عمري لم يتجاوز عشر عمرك ، وأنت ما زلت تحتفظين بكامل قواك، فكيف هذا؟ أخبريني!!
قالت النخلة بهدوء حكيم:
- إن النباتات بل كل المخلوقات تختلف عن بعضها البعض يا بنيتي ، فعام من عمرك قد يساوي عشرين عاماً من عمري، هل فهمتي؟
ارتجف جسد الوردة في رعب عندما أدركت هذه الحقيقة ، ثم لم تلبث ارتجافتها أن تحولت إلى انتفاضة قوية عندما وقعت عيناها على فلاح عجوز يقترب منها وفي يده محراث صغير يدنيه منها ، فابتسم المحراث في شراسة ووحشية وهو يقترب من جسدها الصغير ، في حين ابتسمت النخلة في سخرية صامتة ، وأطلقت شجرة البصل ضحكة شامتة وهي تقول:
- الوداع أيتها المتحذلقة ، الوداع إلى الأبد.
واحتبست صرخة الوردة في حلقها دون أن تتجاوز شفتيها والفلاح يقتلعها بهدوء...
تمت بحمدالله
من مواضيعه في المنتدى
0 وش أسوي؟ صديقي صاحب عدوي
0 الملك عبدالله بن عبدالعزيز
0 ليش يا شباب تسوون كذا؟؟
0 سؤال هام جداً للجميع
0 الثمــــــــــن (قصة رائعة)
0 ماذا تعرف عن الحوار؟
0 ورطة التفاحة
0 الربـــان
0 فقط للخبراء واصحاب العقول النيرة
0 قصيدة لم تنشر لناصر القحطاني..
__________________